قال ابن رجب في مقدمة كتابه جامع العلوم
والحكم (ص5) مادحًا النووي مثنيًّا عليه: (الفقيه الإمام الزاهد القدوة أبا زكريا
يحيى النووي رحمة الله عليه، أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح، وزاد عليها
تمام اثنين وأربعين حديثًا، وسمى كتابه بالأربعين). انتهى.
- أن يدعى أنهما كانا على مذهبه، فلا
يحكم بقولهما بإمامته، وإن كانت لهما منزلة كبيرة، كما لم يحكم بما يقول ابن
الباقلاني، وأشكاله.
- وإما أن يقر بأنهما مخالفان له في
الاعتقاد؛ فقولهما بعد ذلك: «إنه إمام» لا يؤثر شيئًا يفرح به.
وهذه رسالة أبي محمد بن أبي زيد في
الفقه، ورسالة أبي الحسن القابسي في الاعتقاد، موجودتان، فأبو محمد قال في رسالته:
«إن الله فوق عرشه، بائن من خلقه». وعند الأشعري، أن اعتقاد هذا كفر. وعندنا أن
أبا محمد محق فيما قال، والسنة معه فيه. ولأبي محمد كتاب في إنكار الكلام والجدل،
والحث على الأثر واتباع السلف. وأبو الحسن القابسي ذكر في كتابه: «أن الاعتماد على
السمع، وأن الكلام والجدال مذموم». وذكر فيه: «أن لله يدين، كما يقول أهل الأثر». وعند
بعض أصحاب الأشعري؛ أن لله يدًا واحدة، ومن قال: إن له يدي صفة ذاتية؛ فهو زائغ.
فبان بما ذكرناه أن هذين الشيخين إن
قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري؛ فإنما قالاه؛ لحسن ظنهما به؛ لتظاهره بالرد
على المعتزلة، والروافض، ولم يخبُرا مذهبه، ولو خبراه لما قالا ما قالاه، وإذا جاز
لأبي محمد أن يخالفه في كرامات الأولياء، وفي معنى الاستواء وغير ذلك. وجاز لأبي
محمد مخالفته، والقول بما نطق به الكتاب وثبت به الأثر؛ فهو غير قائل بإمامته في
السنة). انتهى.