JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
مياومة
الصفحة الرئيسية

بين الأشاعرة وقاتل نفسه!

 بين الأشاعرة وقاتل نفسه!

 يقولون عن الأشاعرة:

 هؤلاء خدموا الإسلام!

 هؤلاء لهم منة في رقبة كل طالب علم!

 لولا هؤلاء ما كنتم!

 أين أنتم من سلطان العلماء: العز بن عبدالسلام؟!

 أين أنتم من حجة الإسلام أبي حامد الغزالي؟!

 أين أنتم من شيخ الإسلام: النووي؟!

 أين أنتم من إمام الحرمين: الجويني؟!

 أنتم لم تخدموا الدين كما خدمه الحافظ ابن حجر!

 وقال أحدهم عن النووي وابن حجر: هذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحدًا قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه.

 وقال: أتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل رياض الصالحين، كلٌّ ينتفع به في بيته، وفي مسجده، فكيف يقال عن هذين إنهما مبتِدعان ضالان، لا يجوز الترحُّم عليهما.

 وقال بعضهم: موقفنا من الباقلاني، والبيهقي، وابن الجوزي، والنووي، وابن حجر، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى، أو فوَّضوا في أصل معناها: أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وجزاهم عنا خير الجزاء!

 روى البخاري (6606)، ومسلم (111) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (شَهِدْنا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ معهُ يَدَّعِي الإسْلامَ: هذا مِن أهْلِ النَّارِ. فَلَمَّا حَضَرَ القِتالُ قاتَلَ الرَّجُلُ مِن أشَدِّ القِتالِ، وكَثُرَتْ به الجِراحُ فأثْبَتَتْهُ، فَجاءَ رَجُلٌ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أرَأَيْتَ الرَّجُلَ الذي تَحَدَّثْتَ أنَّه مِن أهْلِ النَّارِ؟ قدْ قاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ مِن أشَدِّ القِتالِ، فَكَثُرَتْ به الجِراحُ، فقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا إنَّه مِن أهْلِ النَّارِ. فَكادَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ يَرْتابُ، فَبيْنَما هو علَى ذلكَ إذْ وجَدَ الرَّجُلُ ألَمَ الجِراحِ، فأهْوَى بيَدِهِ إلى كِنانَتِهِ، فانْتَزَعَ مِنْها سَهْمًا، فانْتَحَرَ بها، فاشْتَدَّ رِجالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ؛ قَدِ انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا بلالُ، قُمْ فأذِّنْ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ، وإنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ).

 فهذا الرجل كان مسلمًا في الظاهر، ولم يرتكب ناقضًا علنيًّا، بل كان مجاهدًا في سبيل الله، وقاتل المشركين قتالًا شديدًا، وحدثت فيه الإصابات بأيدي الكفار، وكثرت فيه الجراحات لأجل الجهاد، وأبلى في الله بلاء حسنًا، بل ومعروف بالخير بين المسلمين حتى كاد بعض المسلمين أن يرتاب.

 ومع ذلك هو من أهل النار بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 أما الأشاعرة والجهمية الذين لم يفعلوا عشر معشار ما فعله هذا الرجل، فيصفهم حمقى زماننا بالأئمة والعلماء وشيوخ الإسلام، وهم لم يدافعوا عن الإسلام مثل ما دافع هذا الرجل، بل ونشروا في كتبهم عقائدهم الباطلة ومعتقداتهم الكفرية.

 وروى البخاري في صحيحه (4304) عن عروة بن الزبير: (أنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها إلى أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسامَةُ فيها، تَلَوَّنَ وجْهُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أتُكَلِّمُنِي في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ؟!).

 فإذا كان هذا في من يشفع في حد من حدود الله، فكيف بمن ألحد في صفة من صفات الله؟!

 "أتكلمني في حد من حدود الله؟!".

author-img

أبو رزان محمد بن عبدالحليم

تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة