JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
مياومة
الصفحة الرئيسية

حجة مضاعفة الحسنات والسيئات في الأشهر الحرم!

سؤال: هل هناك دليل على تعظيم الحسنات في الأشهر الحرم؟


الجواب: من حيث العموم:

فقد ثبت بالأدلة الشرعية أن الحسنات تضاعف وتعظم في الأزمنة والأمكنة الفاضلة، فالأزمنة مثل: رمضان وعشر ذي الحجة وليلة القدر، فجعل العبادة في ليلة القدر خيرًا من عبادة ألف شهر.

وكذلك الأمكنة الفاضلة مثل: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى حيث تضاعف فيها الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

أما السيئات؛ فإنها تعظم من حيث الإثم، لا من حيث العدد، لقوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا).

وقال تعالى معظمًا أمر المعصية في الحرم: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
فهذا دليل على أن السيئة في الحرم معظمة، بل إن الهم بالسيئة أو إرادتها فيه متوعد عليها بالعذاب الأليم.

بل إن الشخص الفاضل إذا صدرت منه معصية، فهي ليست كغيره من الناس، انظر إلى قوله تعالى عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ).

فكذلك المعصية في الزمن الفاضل، والوقت الفاضل.

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/317): "تكتب السيئة بمثلها من غير مضاعفة، كما قال تعالى: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا). وقوله صلى الله عليه وسلم: (كتبت له سيئة واحدة) إشارة إلى أنها غير مضاعفة، لكن السيئة تعظم أحياناً بشرف الزمان أو المكان).

وأما من حيث الخصوص: أي: ما ورد في فضل الأشهر الحرم وتعظيم حسناتها بخصوصها، فيدل لذلك الأدلة الآتية:

أولًا: روى مسلم عَنْ ‌‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‌‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‌‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‌‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (‏أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ).

فجعل الصيام في المحرم من أعظم أنواع الصيام على الإطلاق بعد رمضان، وهذا إن دل فإنما يدل على مضاعفة أجره وتعظيم ثوابه.

ثانيًا: روى أحمد والنسائي وغيرهما بإسناد حسن عن أسامة بن زيد في شأن الصوم في شعبان قوله صلى الله عليه وسلم: (ذلك شهر يَغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان).

وهذا يدل على أن فضل رجب مُسلَّم به ومشهور، ولذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم مقرونًا برمضان.

ثالثًا: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) في كلهن، ثم اختصّ من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرمًا، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.
ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/317).

رابعًا: روى عبدالرزاق في مصنفه (8871) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (العمل فيه- أي: الحرم- أفضل, والخطيئة أعظم فيه).

خامسًا: قال الحسَنُ البَصريُّ: (من صام في الحَرَمِ كُتِب له صومُ مئةِ ألفِ يومٍ، ومن تصَدَّق فيها بدِرهمٍ كتُبِ له مئةُ ألفِ دِرهَمٍ صَدَقةً). أخبار مكة للفاكهي (2/292).

سادسًا: قال قتادة: (العمل الصالح أعظم أجرًا في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا).

ووجه تعظيم الأجور والحسنات في هذه الشهور: أن الله جعلها مواقيت للعبادة، ونهى عن ظلم النفس فيها.

سابعًا: روى عبدالرزاق في مصنفه (٧٩٢٧) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (خمس ليال لا ترد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيدين).

ثامنًا: قال في مطالب أولي النهى (2/385): (وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد، وبزمان فاضل كيوم الجمعة، والأشهر الحرم ورمضان. أما مضاعفة الحسنة؛ فهذا مما لا خلاف فيه، وأما مضاعفة السيئة؛ فقال بها جماعة تبعا لابن عباس وابن مسعود.. وقال بعض المحققين: قول ابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات: إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية).

فحكى الإجماع على مضاعفة الحسنات في الأشهر الحرم.

تاسعًا: جاء في كشاف القناع (2/330): (ويجب اجتناب كذب وغيبة ونميمة وشتم أي: سبّ وفحش، قال ابن الأثير: هو كلّ ما اشتدّ قبحه من الذنوب والمعاصي ونحوه كلَّ وقت؛ لعموم الأدلة، ووجوب اجتناب ذلك في رمضان ومكان فاضل آكد؛ لحديث أبي هريرة مرفوعاً: «من لم يَدَعْ قولَ الزّور والعمل به فليس لله حاجة في أنْ يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري، ومعناه: الزَّجر والتحذير؛ ولأنّ الحسنات تتضاعف بالمكان والزمان الفاضلين، وكذا السيئات).

عاشرًا: كما أنّ المعاصي تعظُم في الأشهر الحرم، فكذلك الحسنات والطاعات تعظُم وتُضاعف في تلك الشهور، والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعة في الأشهر الحرم أفضل وأحب إليه سبحانه من التعبد في سائر الأيام، فالثواب والعقاب مضاعف في هذه الأشهر.
author-img

أبو رزان محمد بن عبدالحليم

تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة