JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
مياومة
Home

حالتي!

ليس من عادتي أن أهتم برؤية ما يضعه الناس في ما يسمى (بحالتي) في البرنامج المسمى بالواتساب. لعلمي بوجود صور ومقاطع مرئية في أغلبها، حتى ولو كانت من أناس صالحين.


لكنني قد أنظر في ما ينشره بعض المهتمين بالعلم، فلعلي أستفيد شيئًا مما يضعونه في حالتهم، أو أجد خطأ فأنبههم عليه.

ومما لفت انتباهي خاصة يوم الجمعة هو دعوة الكثير للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتذكير بذلك، ويا ليت الأمر اقتصر على ذلك.

وإنما جميع من ينشر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم- إلا من رحم الله وقليل ما هم- ينشرها مقرونة بأناشيد أو تلحين!

وبعضهم ينشرها مقرونة بصورة لجلسة برية!

وبعضهم ينشرها مقرونة بصورة مبخرة يخرج منها عطر فواح!

وبعضهم ينشرها مقرونة بشلالات من المياه التي تسقط من أعلى إلى أسفل!

وبعضهم ينشرها مقرونة بمنظر للسماء والبحار والجبال!

وبعضهم ينشرها مقرونة بصورة لعصفور يرفرف على الأشجار، وحمامة ترفرف في السماء!

وبعضهم ينشرها مقرونة بمسبحة ومصحف مفتوح ونجوم هي أشبه بالصلبان!

وبعضهم ينشرها مقرونة بصورة رجل يصب قهوة من إبريق!

وبعضهم ينشرها مقرونة بورد وقلوب حمراء!

وأنا لا أدري حقيقة ما علاقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالبخور والجبال وشلالات المياه والنجوم والورد والطيور والقهوة والبخور والقلوب الحمراء؟!

والله عز وجل لما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

أردف ذلك بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا).

ألا تظنون أن هذا من أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

يكفيك يا عبدالله! إن كنت لابد فاعلًا: أن تكتب الآية وتمضي.

وكل من قرأها قطعًا سيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم دون الحاجة لكل هذه الزخارف والبدع والصور والمنكرات.

مع أني لا أحب لنفسي ولا لإخواني أن يضعوا شيئًا في ما يسمى (بحالتي).

وإن كنت لابد فاعلًا، فاكتب ما شئت من فائدة وارسلها على الخاص لمن شئت من أصحابك وأحبابك وطلابك.

فليس كل من هو مضاف عندك بالقائمة من أهل السنة والطاعة، وما تضعه من حالة إنما هو في الأصل علم أو سنة، وكانت عادة أهل الحديث قديمًا ألا يحدثوا بالحديث أي أحد، إنما يحدثون أهل السنة.

روى ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله عن عكرمة قال: (إن لهذا العلم ثمنًا. قيل: وما هو؟ قال: أن تضعه فيمن يحسن حمله ولا يضيعه).

وعن عبدالله بن المختار قال: إضاعة العلم: أن تحدثه من ليس من أهله.

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قلابة قال: لا تحدث بالحديث إلا من يعرفه، فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه.

وعن ابن مسعود قال: لا تنشر سلعتك إلا عند من يريدها.

والأمر الثاني: أن هذه الحالات تتداخل مع بعضها، فإذا انتهت حالتك دخلت حالة غيرك، وقد تكون حالته- وهو الغالب- تحوي صورًا محرمة أو مقاطع منكرة أو أخبارًا كاذبة. فيختلط الطيب بالخبيث.
وفي هذا إهانة للعلم.

فمن أراد أن ينشر شيئًا مما يظن فيه النفع لإخوانه، فليكتبه ويرسله لهم على الخاص.

والله المستعان!
author-img

أبو رزان محمد بن عبدالحليم

Comments
    NameEmailMessage